قلوب المنتظرين سيدي على بوابة الفرج والهة ، وأبصارهم نحو تلك الطلعة البهية شاخصة .. وكأني بهم لو عرفوا شرط الخروج فيحققوه . فما هو يا ترى شرط الخروج ؟
لو عرفنا سبب الغياب لعرفنا سبب الخروج !!
سبب الغياب وبكل وضوح هو ترك الأمة للأئمة واتباع غيرهم.. وتهميش معنى الامامة حتى تلاشت في تقمص الخلافة والحكم ولو بالغلبة .. فأصبح وجود الامام المعصوم بعد مضي أحد عشر إماما غير مجدي وخلاف المصلحة والأمة ما زالت مصرة على نبذهم وملاحقتهم وقتلهم واتباع غيرهم حتى أصبح الأمر بين أمرين لا ثالث لهما فإما أن يبقيه الله إماما ظاهرا وبالتالي يتعرض كما تعرض له آباؤه من الهجر والقتل وتخلو بذلك الأرض من حجة أو يخفيه الله مغيبا كي لا تخلو الأرض من حجة ، فاقضت حكمة الله ورحمته ولطفه أن يغيبه إلى أن يرتفع هذا السبب ، وينتفع الناس في غيابه كانتفاعهم من الشمس إذا غطاها السحاب ، وفي نفس الوقت يترك الله الأمة كي تجرب كل ما عندها من نظم ليثبت لهم التاريخ فشلها جميعا ولا يبق إلا نظام السماء . فتلزمهم الحاجة والحجة إلى العودة إلى الامامة والعصمة والرجوع إلى وصية نبيهم المهجورة طوال تلك الفترة وهي التمسك بالثقلين القرآن والعترة .
وما تراه الآن وخلال الثلاثين سنة الماضية من غربلة فكرية نشطة في كل وسائل الاعلام ما هي إلا ارهاصات تصب في هذا الاتجاه .
لذا لزم على الموالين العارفين بالامامة والعصمة في عصر الظهور العمل الجاد على رفع هذا السبب بتعريف الأمة بمنصب الامامة والعصمة كل على حسب دائرته ومسؤليته ، وتذكيرهم بالرجوع إلى وصية نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ليرتفع بذلك سبب الغياب .
هناك تعليقان (2):
زادك الله معرفة
في اي منزلة يكون القمر هذة الليلة ومتى يدخل المنزلة التي بعدها جزاك الله عنا خيرا
إرسال تعليق