يعتقد علماء الفلك سابقا بأن الفلك يدور داخل القبة السماوية التي تتألف من اثني عشر برجا وهي ثابتة وتنتقل الأجرام السماوية من برج إلى آخر ولكن مع تقدم الزمن بسنين طويلة تبين لديهم بأن هذه البروج ليست ثابته كما كانوا يعتقدون بل هي أيضا متحركة ولكن حركتها بطيئة جدا بحيث تتحرك برج واحد كل 2000 سنة فلا يمكن لجيل واحد ولا حتى عشرة أجيال ملاحظة هذه الظاهرة ، ولكن بعد مرور آلاف السنين لاحظوا هذه الظاهرة عن طريق الآثار ومقارنتها مع الزمن الحالي فوجدوا بأن الاعتدال الربيعي قبل ألفي سنة في برج الحمل وقبل أربعة آلاف سنة في برج الثور.
وبالرغم من اقبال البروج أكثر من برج كامل من توقيت البابلين حتى أصبحت الشمس أثناء التعادل الربيعي فلكيا في برج الدلو إلا أن الغرب قد ثبتوا الاعتدال الربيعي بأول برج الحمل ونحن نقلنا عنهم هذا التاريخ في تقاويمنا ، فلذلك تقرأ في التقاويم بأن 21 مارس هو أول برج الحمل ولكن طالع الفجر هو سعد الأخبية وهي منزلة من منازل برج الدلو وليس برج الحمل ، وهذا الاختلاف معروف لدى الفلكيين المعاصرين فيضعون في تقاويمهم وبرمامجهم توقيتين .. توقيت برج الشمس الفلكي وتوقيت برج الشمس الصوري الواقعي ، ومنها على سبيل المثال برنامج التقويم الفلكي الذي يشرف عليه سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله الوارف حيث تجد في تعيين برج القمر يضع هذين الحسابين .. برج القمر والصورة السماوية .. فالبرج يمثل ما عليه الحساب الغربي الآن والصورة السماوية ما يمثل الواقع . ولكن هذا الأمر وهذا الاختلاف يغيب عن بعض معدي التقاويم الحالية فيقعون في أخطاء كبيرة في حساباتهم لأنهم يعتمدون على برج الشمس الموجود في التقاويم وهذا غير صحيح لأنه لا يمثل الصورة الواقعية .
ومن هذه الأخطاء الشائعة أيضا هو ما كان يعتمد عليه المهتمين سابقا في استخراج المنازل الحسنة للعقد حيث كانوا يعتمدون هذه القاعدة التي تقول : أضعف ما مضى معك من الشهر العربي وزد على ذلك خمسة فما اجتمع معك فألق لكل برج خمسة أيام وابدأ بالعد من برج الشمس .. ( وهنا مكمن الخطأ لأنه سيرجع إلى التقاويم الموجودة الآن ليأخذ برج الشمس وهي لا تمثل الواقع وبالتالي ستكون النتيجة خطأ ) . وهذه القاعدة التي كان يعتمد عليها المهتمين باستخراج منازل القمر لسنين طويلة ، والخطأ ليس في القاعدة وإنما يكمن في برج الشمس الموجود في التقاويم حيث أنها لا تمثل الصورة الواقعية في السماء . لذا وجب على المهتمين في استخراج منازل القمر ملاحظة هذا الأمر ، هذا وبالله التوفيق والسداد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق