الخميس، 14 مارس 2013

فلكيات 1- ضياع هوية التقويم لليوم العربي


لو كان إلى جانبك عشرة من أصحابك وسألتهم متى يبدأ اليوم العربي ، لوجدت الأغلب منهم يقول يبدأ من منتصف الليل أو من شروق الشمس ولعل معهم الحق ولا لوم عليهم لأننا نحن العرب قد ضيعنا ساعتنا الزمنية حيث نحسب الشهر بالتقويم العربي ونحسب الساعة بالغربي ، يعني نص مستوي !! وهذا مصيبتنا اليوم نحن العرب .. نص مستوي في كل شيء في الهوية .. في الاقتصاد .. في الحرب .. في السلم ، لا علينا ..  دعنا نرجع إلى موضوعنا ، سأشرح لكم كيف صرنا نص مستوي في التقويم .

في بداية كل شهر عربي عادة نرقب الهلال بعد غروب الشمس ، فإذا رأينا الهلال أعلنا دخول الشهر العربي مما يدل دلالة واضحة بأن اليوم العربي يبدأ من غروب الشمس وينتهي عند غروب الشمس من نهار اليوم التالي وهكذا .. وعليه ينبغي أن يكون حساب ساعة الصفر لليوم العربي من غروب الشمس وهذا ما يسمى بالتوقيت الغروبي الذي كان عليه آباءنا وأجدادنا رحمهم الله ، وليس كما نحن عليه الآن حيث يبدأ توقيت اليوم من منتصف الليل وهو ساعة الصفر ، وهو ما يسمى بالتوقيت الزوالي .
لذا تجد كثير من الناس لا يجد مشكلة مع التاريخ إذا كان نهارا ، أما بالنسبة لليل فالكثير يلتبس عليه الأمر هل هذه الليلة تابعة للنهار المنقضي وعليه يجعل تاريخها نفس تاريخ النهار المنقضي أم يجعلها للنهار القادم فيجعل تاريخها لليوم التالي . لهذا نجد في خطابات الزواج تاريخ يوم الخميس بينما الزواج في ليلة الجمعة والمفروض يكون التاريخ هو تاريخ الجمعة وليس الخميس . حتى نحن أصحاب التقاويم ومع معرفتنا بذلك إلا أننا مجبورين أن نساير ما اعتاد عليه الناس من جعل التاريخ يبدأ من منتصف الليل إلى منتصف الليل القادم ولكن الصحيح هو من غروب الشمس وعليه يكون الليل تابع للنهار الآتي وليس للنهار الماضي ، لذا نقول ليلة الخميس لأنها تابعة له مما يدل دلالة واضحة بأن الليل تابع للنهار الآتي وليس للنهار الماضي ، وحتى لا نربك الناس تركنا التاريخ على ما اعتاد عليه الناس ، ولعل الأجيال الآتية تعمل ثورة وربيع عربي على التقويم ، فيتغير الحال مع الأجيال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق