الأحد، 24 مارس 2013

مفاهيم عقائدية : العقل قبل النقل – حلقة 2

الحلقة الثانية :    

الشكل التالي يوضح كلا المنهجين اللذين اتخذتهما الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للوصول إلى النقل وسوف ترى بنفسك أي المنهجين أقوم وأصوب ، وأين مكمن الخلل ؟

 

وإذا تمعنت في الشكل جيدا ستلاحظ الآتي :

1- هناك عامودان الأول الموجود في الجانب الأيمن : يمثل منهج أتباع أهل البيت عليهم السلام للوصول إلى النقل . والثاني يمثل منهج اخواننا أهل السنة والجماعة في الوصول إلى النقل . 
  
2- جميع مربعات العامود الأول معصوم إلى أن يصل إلى مربع الانسان مما يدل على سلامة المنهج واستقامته في وصول الحجة البالغة إلى الانسان ، وهذا ينسجم مع قوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) .  

3- جميع مربعات العامود الثاني معصوم عدا المربع الرابع ومنه نشأ الخلل والنقص وبسببه لا تكون الحجة بالغة لعدم عصمة الصحابي وهذا خلاف قوله تعالى ( قل فلله الحجة البالغة ) ، وخلاف اللطف والحكمة والرحمة كما في قوله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ، وخلاف العدل إذ كيف يكون للجيل الأول نصيب من التبليغ المعصوم ويجعل فيهم من يملك كلمة الفصل وينتهي عنده الخلاف ، وباقي الأجيال يبلغهم غير المعصوم فقد يخطيء وينسى ويسهو ويشتبه ولا يجعل فيهم من يملك كلمة الفصل ليكون لهم أمانا من النزاع والخلاف كما هو الحال مع الجيل الأول . كما أن الحكمة من عصمة الرسول تنتفي فائدتها ما دام الذي سيبلغ بعده غير معصوم ، وبدون تبليغ المعصوم يكون لي حجة على الله وأقول يا رب إن الذي بلغني أوامرك غير معصوم فالتبس علي الأمر وظننت أنه يبلغ حكمك وهذا خلاف قوله تعالى ( لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) . وحاشاه أن يكون فعله خلاف الرحمة والحكمة واللطف ( وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ) . وقد يشكل سائل ويقول نحن الآن جميعا نأخذ الكتاب والسنة من العلماء وهم غير معصومين.. فماذا تقول ؟
حديثنا الآن عن الحكم الأولي لا الحكم الثانوي وسيأتي الكلام عليه لاحقا في حلقة مستقلة بإذن الله .    

4- المربع الرابع المختلف عليه نجده في العامود الأول يمثله شخص واحد في الزمان الواحد وبشكل مستمر بلا انقطاع ، بينما في العامود الثاني يمثله أشخاص كثيرون في الزمن الواحد ، وهذا خلل كبير فعندما يختلفون فبأيهم أقتدي ، وهم بالفعل قد اختلفوا وتنازعوا بل وتقاتلوا .

5- المربع الرابع المختلف عليه نجده في العامود الأول ممتد ومستمر على مدى الأزمان بالتبليغ المعصوم والحجة البالغة إلى أن تقوم الساعة وهذا ينسجم مع قوله تعالى ( وما أرسلناك الا كافة للناس ) ، وينسجم مع قوله تعالى ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ، وينسجم مع قول الرسول ( وأنهما لن يفترقا ) ، وينسجم مع العدل الالهي وهو تساوي الأمة في الحجة البالغة وفي كلمة الفصل عند الاختلاف ، بينما نجد هذا المربع في العامود الثاني قد افترقا بانتهاء الصحابة بموت آخرهم وهو ابوالطفيل الليثي الذي توفي في سنة 100 للهجرة ، فبمن  يتمسكون من بعده ؟!! كما أن التبليغ المعصوم اختص بالجيل الأول فقط دون باقي الأجيال فكيف يحظى الجيل الأول بالحجة البالغة وبكلمة الفصل عند الاختلاف بينما باقي الأجيال لا يحظون بالحجة البالغة ولا بكلمة الفصل عند اختلافهم وهم أولى بها من غيرهم ، فدل على أن منهج العامود الثاني يخالف اللطف والرحمة والحكمة والعدل بينما تجد منهج العامود الأول منسجم عقلا مع اللطف والرحمة والحكمة والعدل .

إلى هنا نكتفي كي لا نطيل عليك أيها القاريء الكريم ونكمل باقي النقاط العشر والتعليق على الشكل البياني في الحلقة الآتية بإذن الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق