الجزء الأول :
لكل دولة صادرات وواردات ... وبسبب كثرة المصانع في العالم خصوصا صادرات الصين واليابان التي غزت أسواق أمريكا والعالم ، ومع هذا الكم والعرض الزائد بدأت حالة التنافس تطفو على السطح ... فانطلقت هذه الحرب من الولايات المتحدة لحماية صادراتها والتقليل من وارداتها وديونها .
تعالوا معي أشرح لكم ما هي الخطة التي عملتها أمريكا في سبيل تحقيق ذلك :
الخطة هي العمل على تخفيض عملتها الدولار مقابل العملات الأخرى مثل عملة الليوان الصيني والين الياباني وذلك من أجل خفض أسعار سلعتها مما يشجع على صادراتها وفي نفس الوقت ترتفع أسعار السلع المستوردة وبالتالي يحد من وارداتها ، وبالطبع هذا الاجراء لا يرضي هذه الدول لأن صادراتها سيسودها الكساد في أسواق أمريكا ، فبدأت ردة الفعل من هذه الدول فعملت نفس ما عملت أمريكا حيث قامت هي الأخرى بتخفيض سعر عملتها ودعم ارتفاع الدولار لنفس السبب مما حد من وراداتها من أمريكا وتشجيع صادراتها ، فالمستهلك يهمه الأرخص للسيطرة على مصروفاته وراتبه .
يا ترى لماذا تفعل هذه الدول على تخفيض عملتها ومما تخاف ؟
الجواب : لأنها لو لم تفعل هذا الاجراء فإن الكساد سيسود سلعها لا محال ولن تجد من يشتريها بسبب غلائها مقابل سلع تشابهها مستوردة وبأقل سعرا منها ، مما يدفع هذه المصانع التقليل من انتاجها فتضطر المصانع من تسريح عمالها وهنا مكمن الخطر حيث ستزداد البطالة ويكون عبيء كبير على الدولة لأنها مضطرة أن تدفع رواتب العاطلين حتى يجدوا عملا غيره ، والمصانع تعتمد على جيوب الناس فإذا خلت عطلت .
ولا ننس ما ذكرناه سلفا بأن ديون الولايات المتحدة التي وصلت إلى حد لا يمكن تسديده ما لم تفعل شيئا ما .. فكان تخفيض عملتها هو الطريق الوحيد للتقليل من هذه الديون .
وسأشرح لكم بإذن الله تعالى في الجزء الثاني من هذه الحلقة كيف يكون ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق