الخميس، 21 مارس 2013

مفاهيم في عصر الظهور 4- السبب المانع لخروجه على المستوى الخاص

ذكرنا بأن غيبة الإمام الحجة وخروجه أرواحنا لمقدمه الفداء محكوم بالمصلحة مع لحاظ الحكمة والرحمة واللطف ، ولكي يخرج الإمام لا بد من تغلب مصلحة الخروج على مصلحة الغياب في كلا المستويين : المستوى العام والمستوى الخاص .. وقد تعرفنا في المفهوم السابق على السبب المانع لخروجه على المستوى العام وهو ترك الأمة للأئمة . وبقي التعرف على السبب المانع لخروجه على المستوى الخاص .  

والسبب المانع لخروجه على المستوى الخاص هو السبب الخاص بمواليه واتباعه ،  وذلك لعدم وصولهم إلى حالة الاستعداد التام لخروجه روحي له الفداء .. وهذه نقطة حساسة جدا ينبغي اجلاؤها لكل الموالين .. ولكي تتضح هذه النقطة نفترض هذا السؤال :
ماذا لو أن الإمام عجل الله فرجه الشريف جاء لنا بأمر يخالف ما تسالمنا عليه فقهيا أو عقائديا فهل لدينا حالة الاستعداد التام بالقبول والتسليم ، بحيث لا يكن في قلوبنا حرج ونسلم له تسليما أم نعارضه لأنه خالف أمر قد اعتدنا عليه ؟ كما في قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) .

وهذا هو الامتحان الصعب الذي منع الامام من الخروج رحمة ولطفا بأتباعه إذ لا يريد أن يكون في خروجه حرج لهم وسبب في ردة أحدهم لا سمح الله .

فارفعوا أيها المؤمنون حاجز الحرج ليأتي الفرج ، وذلك عن طريق الاستعداد النفسي والروحي والفكري بالتسليم المطلق لكل ما سيأتي به وإن كان مخالفا لأمر قد اعتدنا عليه فلا بد أن نؤمن ونسلم بأنه هو الصحيح وكل ما عداه خطأ مهما كان مقامه العلمي لأنه قطعا هو الأعلم والأتم والأكمل . 

وقد يسأل سائل كيف أعرف أنه الامام وأعارضه ؟
الجواب : المعرفة شيء والإيمان والتسليم له بالطاعة شيء آخر ، فجميع من عاصروا الأئمة عليهم السلام كانوا يعرفونهم تمام المعرفة ولكنهم رسبوا في الامتحان عندما تعرضت لهم الدنيا والنفس والهوى والحسد ، وقد رسب البعض في الامتحان الأصغر عندما تعارضت أفكاره أو مصلحته مع فقيه ما فتغيرت نظرته له ، فكيف الحال إذا كان الامتحان أكبر وأصعب ، أعاننا الله على أنفسنا وهوانا .. ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا . وجعلنا الله وإياكم من المسلمين لهم تسليما .  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق