السبت، 4 مايو 2013

فلكيات 9- عاشوراء اليهود أم عاشوراء المسلمين أم عاشوراء الجاهلية ؟

الحلقة التاسعة :

ذكر الفلكي صالح العجيري بأن اليهود لديهم عاشوران ، الأول العاشر من شهر نشرى أول شهور السنة العبرية المصادف لشهر ربيع الأول ، والثاني هو العاشر من شهر طبت وهو الرابع من شهور سنتهم المصادف لشهر جمادى الثانية ، وقد أثبت بالحساب الفلكي القهقرى إلى السنة الأولى من الهجرة فتبين بأن قدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة كان في يوم الاثنين 8 ربيع الأول الموافق 20 سبتمبر سنة 622 م ، المصادف للعاشر من شهر نشرى أول شهور اليهود سنة 4383 عبرية ، وكان اليهود يصومون ذلك اليوم لأنه يصادف ذكرى غرق فرعون ونجاة نبي الله موسى عليه السلام وبني اسرائيل ، وعلى افتراض صحة حديث صوم يوم عاشوراء فيكون عاشوراء اليهود ، وليس عاشوراء المسلمين ، فمن الذي بدله من الثامن ربيع الأول إلى العاشر من شهر محرم يوم عاشوراء المسلمين وعاشوراء الحسين عليه السلام تلك الذكرى الأليمة لحزن آل محمد والجريمة الكبرى لبني أمية .  

تعال معي أيها القاريء الكريم لنقرأ سويا ثلاث أحاديث من البخاري ومسلم التي اعتمد عليها اخواننا أهل السنة في استحباب صوم هذا اليوم ونرى مدى الاضطراب المنهجي والتاريخي والزمني لهذه الأحاديث بعيدا عن علم الجرح والتعديل للروايات فهذا شأن المختصين ، وإنما حديثنا هو عن اضطراب المضمون .

الحديث الأول صحيح البخاري : (4562) - حدَّثني محمدُ بن بشَّارٍ حدَّثنا غُندَرٌ حدَّثنا شعبةُ عن أبي بِشْرٍ عن سعيدِ بن جُبيرِ عنِ ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: (قَدِمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ واليهودُ تصومُ عاشوراءَ ؛ فقالوا: هذا يومٌ ظهرَ فيه موسى على فِرعَونَ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابِهِ: أنتم أَحَقُّ بموسى منهم، فصوموا) .  

الحديث الثاني : صحيح البخاري (1978) ـ حدّثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسْلمةَ عن مالكٍ عن هِشامِ بنِ عُروةَ عن أبيهِ عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: (كان يوم عاشوراءَ تصومُه قُريشٌ في الجاهلية . وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصومُه في الجاهليةِ ، فلما قَدِمَ المدينةَ صامَهُ وأمَرَ بصِيامهِ، فلما فُرِضَ رمضانُ تَرَكَ يومَ عاشُوراءَ، فَمنْ شاءَ صامَهُ ومَن شاءَ ترَكه).  

الحديث الثالث : صحيح مسلم كتاب الصيام : حين صام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله انّه يوم تعظّمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «فإذا كان العام المقبل ان شاء الله صمنا اليوم التاسع) قال فلم يأت العام المقبل حتى توفّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  .  

1- الاضطراب المنهجي للتشريع : فبدل أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يشرع من خلال الوحي أصبح يشرع من خلال اليهود تارة كما في الحديث الأول أو من خلال سنة جاهلية تارة أخرى كما في الحديث الثاني ، وتارة الناس يعلمونه بأن هذا اليوم تعظمه اليهود والنصارى وعليه غير التشريع حتى قال إذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع فلم يأت العام المقبل حتى توفي صلى الله عليه وآله وسلم .  

2- الاضطراب التاريخي للتشريع : الحديث الأول يدل على أن التشريع حصل في السنة الأولى للهجرة ، والحديث الثاني يدل على أن تشريعه كان قبل الهجرة والحديث الثالث يدل على أن التشريع كان قبل وفاته بسنة .
 
3- الاضطراب الزمني للتشريع : تارة الصوم في يوم عاشوراء اليهود المصادف للثامن من ربيع الأول كما هو في الحديث الأول ، وتارة في يوم العاشر من محرم كما هو في الحديث الثاني ، فإن كان المعتمد الحديث الأول فالواجب هو صيام يوم الثامن من ربيع الأول المصادف لعاشوراء اليهود وليس يوم العاشر من محرم ولم نجد أحدا اليوم يصوم هذا اليوم ، وإن كان المعتمد هو الحديث الثاني فما دخل اليهود في عاشوراء المسلمين وعليه يبطل الحديث الأول ، وهكذا ضاع عاشوراء الحسين عليه السلام بين عاشوراء الجاهلية وعاشوراء اليهودية وعاشوراء بني أمية .
 
4- الاضطراب في المشاعر : تارة يوم فرح وتوسعة واطعام عند اليهود وتارة يوم تعظيم عند الجاهلية وتارة يوم أخذ الثار وتشفي عند يزيد وبني أمية وتارة يوم حزن عند محمد وآل محمد وهل يجتمع مع حزن آل محمد فرح ومسرات . والله مصيبة لا تقل عن مصيبة صاحب هذا اليوم .      

والمتأمّل في هذا الاضطراب القوي جدا يفهم انّها موضوعة مجعولة من قبل بني أميّة ، للتغطية على قضية كربلاء الحسين عليه السلام ، و ما صدر من الجرائم الإنسانية بحق اهل البيت عليهم السلام ، حتى جاء اليوم أتباع المنهج الأموي ليكملوا هذه السياسة ويغالوا في ابراز هذا الحدث على غير واقعه من أجل اشغال الأمة عن تلك الظلامة الكبرى والجريمة النكراء التي اقترفها بنو أمية تجاه أهل البيت عليه السلام .  

وصدقت سيدتي ومولاتي زينب الكبرى ابنت أمير المؤمنين علي عليهما السلام الناطقة الرسمية بكربلاء الحسين بعد أن اخترق صوتها حجب القرون والأزمان بنظرتها الثاقبة الملكوتية وهي تقول ليزيد ( فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ) ،

علمونا في المدارس وا معتصماه .. واخفوا عنا وا حسيناه .. لماذا ؟!!

قالوا : الأولى تعلمك النخوة والشهامة .. والثانية بدعة وشرك .. هل رأيت أفضح من هذا المنهج حيث فضح أمويته في وضح النهار .. ولا أدري أينهم  من حب الآل وهم يذكرون مناسبات اليهود والجاهلية ويتركوا ظلامة آل محمد وما جرى عليهم في عاشوراء الحسين عليه السلام . وإذا أردت أن تعرف هل فعلا تحب آل محمد فاعرضه على قول الامام علي عليه السلام ( لا يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب انسان ) .

همسة في اذنك اخي السني العزيز :
دع عنك بني أمية واتبع أهل بيت الرسالة .. فنبيك أوصاك بأهل بيته ولم يوصك ببني أمية في حديثه المشهور: أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم في أهل بيتي حتى كررها ثلاثا ، وجعل ذكرهم في الصلاة شرط في صحة صلاتك .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق