هذا العنوان شاركت به في حوار مع اخواني أهل السنة والجماعة في أحد المنتديات ، مع بعض التعديل والتصرف بما يتناسب مع اطروحة المدونة .
الحلقة الأولى :
صيغة الصلاة الابراهيمية :
( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد ) .
قال ابن منظور في لسان العرب : " الصلاة من الله تعالى : الرحمة ، وصلاة الله على رسوله : رحمته له وحسن الثناء عليه .
وورد في ثواب الأعمال، عن أبي المعزى عن أبي الحسن (عليه السلام) في حديث قال: قلت: ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته و صلاة المؤمن؟ قال: صلاة الله رحمة من الله، و صلاة الملائكة تزكية منهم له، و صلاة المؤمنين دعاء منهم له . تفسير الميزان .
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري : ذكر شيخنا مجد الدين الشيرازي اللغوي جوابا آخر نقله عن بعض أهل الكشف حاصله أن التشبيه لغير اللفظ المشبه به لا لعينه، وذلك أن المراد بقولنا "اللهم صل على محمد" ، أي اجعل من أتباعه من يبلغ النهاية في أمر الدين كالعلماء بشرعه بتقريرهم أمر الشريعة "كما صليت على إبراهيم" بأن جعلت في أتباعه أنبياء يقررون الشريعة، والمراد بقوله: "وعلى آل محمد" اجعل من أتباعه ناسا محدثين بالفتح يخبرون بالمغيبات كما صليت على إبراهيم بأن جعلت فيهم أنبياء يخبرون بالمغيبات، والمطلوب حصول صفات الأنبياء لآل محمد وهم أتباعه في الدين كما كانت حاصلة بسؤال إبراهيم، وهذا محصل ما ذكره، وهو جيد إن سلم أن المراد بالصلاة هنا ما ادعاه ... تعليق .. (قول هذا الشيخ مجد الدين الشيرازي عجيب .. كيف يتحدث عن الصلاة على محمد وآل محمد وفي نفس الوقت يحسدهم وينفي عنهم الصلاة وثقلت عليه أي يفسر بأن آل محمد هم علي وفاطمة وأولادهما ، وهل النبوة في آل ابراهيم من سائر الناس أم أولاده . لكن العصبية والحسد يعمي البصيرة .
وقال الحليمي: سبب هذا التشبيه أن الملائكة قالت في بيت إبراهيم "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد" وقد علم أن محمدا وآل محمد من أهل بيت إبراهيم فكأنه قال: أجب دعاء الملائكة الذين قالوا ذلك محمد وآل محمد كما أجبتها عندما قالوها في آل إبراهيم الموجودين حينئذ، ولذلك ختم بما ختمت به الآية وهو قوله: "إنك حميد مجيد".
مما سبق اتضح لك عزيزي القاريء بأن المقصود من الصلاة هو الدعاء والطلب من الله تبارك وتعالى أن يصل على محمد وآل محمد بالرحمة والثناء والتزكية والعطاء المتنامي والبركة وهذا ما يتناسب مع آخر الدعاء حين ذكر اسمه تعالى الحميد واسمه المجيد الدالان على الثناء والرحمة والتعظيم وكريم الفعال قبال ما اختصهم وأكرمهم بالنعم والمقامات الكريمة والمنازل الرفيعة . وقولنا كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم ، يدل على أن هذا الثناء وهذا العطاء وهذا النعيم وهذه الرفعة والعزة والمقامات الكريمة قد تفضل الله تبارك وتعالى بها على ابراهيم وآل ابراهيم من قبل وبصلاتك الابراهيمية في كل صلاة أنت تسأل الله وتطلب منه بأن يتفضل بهذه المقامات والعطاءات على محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين .
فتعال معي أخي الكريم نتذاكر القرآن الكريم ونتعرف على الآيات التي ذكرت هذه المقامات والمنن والعطايا والبركة والرحمة التي تفضل الله بها على إبراهيم وآل إبراهيم عليهم السلام كي نسأله ونطلب منه أن يعطيها ويتفضل بها على محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وفي نفس الوقت نعرف ماذا نطلب وماذا نسأل منه ، وهل فعلا طلبنا يتوافق مع أفعالنا ؟
الآية الأولى .. قال الله تعالى ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد اتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ).
فهل أنت أخي العزيز السني فعلا تسأل الله في صلاتك الابراهيمية أن يؤتي آل محمد مثلما أتى آل إبراهيم وهو الكتاب والحكمة وملكا عظيما كما في هذه الآية .. أم تكون من الذين يحسدونهم على ما آتاهم من فضله وكلما سمعت فيهم بفضيلة تنكرها أو تزويها عنهم وترضاها لغيرهم ؟!!
وهل من نازع آل محمد في ملكهم أمثال معاوية ابن أبي سفيان وبنو أمية فعلا كانوا يسألون الله حقا في تشهدهم أن يعطي آل محمد هذا الفضل ويؤتيهم ملكا عظيما كما آتاها آل إبراهيم ، أم يقولون ما لا يفعلون ؟!! تدبر وتفكر تتبصر .
الآية الثانية .. قال تعالى ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) .
فهل أنت يا أخي العزيز السني فعلا تسأل الله في صلاتك الابراهيمية أن يجعل الامامة في محمد وآل محمد كما جعلها في ابراهيم وآل ابرهيم ، أم تسأله أن يجعلها فيهم وفي نفس الوقت تنسبها لغيرهم وتجعلهم مأمومين بدل أن تجعلهم أئمة ؟!! تدبر وتفكر تتبصر .
الآية الثالثة .. قال تعالى ( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) .
فهل أنت يا أخي السني فعلا تسأل الله في صلاتك الابراهيمية أن يجعل الله أفئدة من الناس تهوي إلى آل محمد أي تأتي إليهم كما جعل الله أفئدة من الناس تهوي إلى ذرية إبراهيم . أم أنك تكره أن تأتي إليهم ... بل تنكر على من يأتي إليهم .. بل تذهب إلى أبعد من ذلك وتفجر نفسك من أجل أن تقتل من يذهب إليهم ؟!! تدبر وتفكر تتبصر .
الآية الرابعة .. قال تعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين .. ذرية بعضها من بعض ) .
فهل أنت أخي السني الكريم فعلا تسأل الله في صلاتك الابراهيمية أن يصطفي آل محمد عليهم السلام على العالمين مثلما اصطفى آل ابراهيم على العالمين ، أم أنك ترفض هذا الإصطفاء وتعدهم كسائر الناس بل تقدم غيرهم عليهم وتقدم اصطفائك على اصطفاء الله ؟!! تدبر وتفكر تتبصر .
أخي السني .. هداني الله وإياك إلى الحق .. الآن وبعد أن تعرفت على هذه العطايا والمنن والمقامات من خلال كلام الله تبارك وتعالى ، إعرض إيمانك على مختبر الصلاة الابراهيمية وقيم نفسك وإيمانك وأعطيها الدرجة لتعرف بأن الصلاة الابراهيمية هي الامتحان الصعب الذي لا ينجح فيه إلا من امتحن الله قلبه للإيمان .
لذا أدعوك أخي الكريم من كل قلبي أن تتعمق في فهم معنى هذه الصلاة لتدرك معانيها ويتطابق طلبك مع قولك وقلبك وفعلك . ولا تكن صلاتك فقط تمتمات على شفتيك لا تدرك معانيها وأنت الكيس الفطن وأحسبك كذلك .
وقد يسأل سائل ويقول .. ما فائدة هذه الصلاة على محمد وآل محمد والحال أن محمدا وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم قد انتقلوا جميعا إلى الرفيق الأعلى عدا آخرهم وهو أيضا ما زال مغيبا ؟! وما فائدتها على نفس الداعي ، وما هو وجه الحكمة في ذلك ؟
هذا ما سنجيب عليه إن شاء الله في الحلقة الآتية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق