الحلقة العاشرة :
جواب السؤال الذي طرحه أخي السني العزيز القائل : ماذا سيحصل وماذا سيغير من واقع هذه الأمة لو أني آمنت الآن بإمامة علي ابن أبي طالب وباقي الأئمة من ولده وأنهم الأحق بالخلافة من غيرهم .. فهل هذا سيغير واقع الأمة الآن وهل سيعود التاريخ إلى الخلف ويعود الأئمة ليحكموا والحال أن الأمر قد انتهى ومضى زمانه وأهله ؟
لو آمنت أخي السني بإمامة الامام علي عليه السلام وباقي الأئمة عليهم السلام سيتغير الكثير وإليك بعضها :
1- إيمانك أولا بإمامة أهل البيت عليهم السلام هو طاعة لله ولرسوله واتباعا لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أوصى الأمة في قوله ( إني تارك ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) . وطاعة لله واتباع رسوله هي العبادة ، وهل هناك غاية أعظم من العبادة .
2- إيمانك بالامامة يعني إيمانك بإمام هذا الزمان وهذا العصر وهو الامام المهدي عليه السلام ، وهذا يعني مبايعتك لخليفة رسول الله بدل أن تبايع الحاكم الظالم الجائر الذي تعرفه أو لا تعرفه ، وبهذه البيعة تحميك وتنجيك من ميتة جاهلية .. ألم تقرأ حديث رسول الله وهو يقول ( من مات ولم تكن في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) .
3- إيمانك بالامامة سيعجل بخروج الامام المهدي عليه السلام ، لأن من أسباب تأخير خروجه هو عدم تسليم الأمة وإيمانها بفكرة الامامة المعصومة ، والجميع يعلم بأن خروجه يعني القضاء على الجور والظلم وبسط العدل والقسط على جميع المعمورة ، وهل هناك عاقل لا يريد بسط العدل والقسط بين الناس في يوم امتلأت فيه الأرض ظلما وجورا ، وبما أنك أخي السني سببا في تأخيره بعدم مبايعتك فقد تكون مشاركا في الظلم من حيث لا تعلم ، لذا لزم عليك النظر في أمرك .
4- إيمانك بالامامة هو مساهمة منك لتوحيد الأمة جمعاء تحت راية حاكم عادل واحد ينطق بلسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتعود الأمة إلى عزها وقوتها ومنعتها وظهورها على سائر الأمم ونشر الاسلام على جميع الأرض وتطبيق تعاليمه .
5- إيمانك بالامامة هو إيمانك بوحدة المنهج في الطاعة والاتباع وهو ما يتوافق مع وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أوصى الأمة بالتمسك بالثقلين كتاب الله وعترته أهل بيته ، وقطع الطريق على المناهج الأخرى التي فرقت الأمة إلى فرقا وأحزابا .
6- إيمانك بالامامة مساهمة منك في رفع النزاع والقتال والكراهية والبغضاء والشحناء بين أفراد الأمة الواحدة التي عانت بسببه قرونا طويلة أكلت الأخضر واليابس ولم تبق ولم تذر .
أليست هذه الفؤائد الست الآنفة الذكر شافعة وكافية لوجوب إيمانك بالامامة ، أليس واقع الأمة المرير الذي تراه الآن بأم عينك شافعا وكافيا لوجوب التغيير والنظر في منهج المسير نحو مستقبل أفضل والله يقول في محكم كتابه الكريم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، أترك الجواب لضميرك ومحاكات عقلك .
وبهذه الحلقة نختتم حلقات موضوع العقل قبل النقل ، راجيا من المولى العلي القدير أن ينفع بها اخواني المسلمين وتكون خطوة مضيئة في درب السالكين نحو الحقيقة الضائعة في دهاليز التاريخ الجريح .
محبكم صالح عبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق