الحلقة الثانية :
طرحنا في الحلقة السابقة هذا السؤال .. ما الحكمة من ذكر قصة نبي الله موسى عليه السلام في عدة مواضع في القرآن حتى بلغت ما يقارب 50 مرة تقريبا ؟
الجواب :
الحكمة من ذلك هو الاحاطة بالأحداث التي وقعت في ذلك الزمن لنستلهم منها الاشارة إلى ما سيقع لهذه الأمة من أحداث تشابه تلك الأحداث ونستخلص منها العبرة والعظة والحيطة كي لا نكرر أخطاءها ، ونزن ما حدث في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بموقف القرآن الكريم من شبيهها من أحداث ذلك الزمان .
تعال معي لنتعرف على أوجه التشابه بين الأمتين من جهة الأحداث والمواقف والشخصيات بشكل موجز :
1- وجه الشبه بين النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والنبي موسى عليه السلام .
2- وجه الشبه بين هارون هذه الأمة وهو أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام وهارون تلك الأمة عليه السلام وما جرى عليهما .
3- وجه الشبه بين أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبين أمة موسى عليه السلام .
4- وجه الشبه بين فرعون تلك الأمة وفرعون هذه الأمة .
5- وجه الشبه بين مؤمن فرعون ومؤمن قريش .
6- وجه الشبه بين الاثنا عشر نقيبا من قوم نبي الله موسى عليهم السلام والاثنا عشر وصيا من قوم النبي محمد عليهم الصلاة والسلام .
7- وجه الشبه بين استضعاف قوم موسى من قبل فرعون واستضعاف أمة محمد من قبل كفار قريش .
8- وجه الشبه بين انقلاب أصحاب موسى على وصيه هارون واستضعافه واتباع غيره وانقلاب أصحاب محمد على وصيه الامام علي واستضعافه واتباع غيره .
9- وجه الشبه فيما جرى على يوشع ابن نون وصي موسى بعد وفاته وما جرى على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب وصي الرسول بعد وفاته .
10- موقف زوجة نبي الله موسى المسماة بصفراء مع رجلين من بني اسرائيل وقيادتها جيشا ضد وصيه يوشع ابن نون وركوبها الزرافة وموقف زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي سماها بالحميراء وهو تصغير حمراء مع رجلين من قريش وقيادتها جيشا ضد وصي رسول الله الامام علي وركوبها الجمل .
وهناك أوجه تشابه أخرى تستطيع أن تكتشفها بنفسك لو تدبرت وتمعنت وتأملت كالسامري وغيره .
وليس الهدف من عرض هذه الأحداث هو النيل أو التعرض لأي أحد من الرموز أو غيره وإنما الهدف هو التعرف على الأحداث وما يشابهها من أحداث وقعت في عصر النبي موسى عليه السلام ووزنها بموقف القرآن منها ومن خلال ذلك يعرف الحق من الباطل ، وترتفع الشبهة ويكون موقفك من أي حدث منسجما مع موقف القرآن الكريم ، والعواطف لا مكان لها في البحث عن الحق لأن الأمور إذا وزنت بالعواطف ضاعت معالمها .
هذا ما أردنا أن نعرضه على وجه الاختصار وفي المشاركات القادمة إن شاء الله سنأتي عليها بالتفصيل بحوله وقوته وتسديده ، فتابع معنا أنار الله قلبك بنوره الأبهج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق