الجمعة، 5 أبريل 2013

مفاهيم عقائدية : العقل قبل النقل - حلقة 7

الحلقة السابعة :

الشواهد التاريخية التي دلت على أن بعض الصحابة وبعض الأمة صدر منهم ما يدل على هذا الحسد والبغض والمناجزة والكراهية للإمام علي عليه السلام ولباقي الأئمة عليهم السلام هي كما يلي :

1- شكاية بعض الصحابة على الامام علي عليه السلام عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما عادوا من سرية اليمن فرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والغضب باد على وجهه قائلا : ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي . الحديث صحيح على شرط مسلم كما صححه الحاكم و أقره الذهبي وقال بذلك العلامة الألباني .

2- حادثة غدير خم المشهورة الثابتة لدى الجميع وعلى حد قول اخواننا أهل السنة ذكروا بأن سببها هو تحذير الصحابة من كراهيتهم له وحثهم على مناصرته وحبه ، ومع هذا لم يجد هذا التحذير نفعا مع قوم قد أصروا على منابذته .  

3- حادثة رزية الخميس لهي أكبر شاهد على ذلك ، فحين علم القوم ماذا سيكتب النبي في الوصية حاولوا التشويش فصار اللغط والنزاع حتى منع من كتابة الوصية ، ووصل الأمر إلى خدش مقام النبوة في شخص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الأصل الثاني في الاسلام ، فلما وصل الأمر إلى هذا الحد امتنع الرسول من كتابة الوصية لتبقى حجية النبوة محفوظة من النيل والقدح ، فطبق رسول الله قانون التزاحم في هذا المقام .

4- قول عمر للعباس في الاحتجاج عندما كانا في فلسطين ( إن الذي أولى بها مني ومنك يقصد الخلافة هو بالمدينة يقصد أمير المؤمنين علي عليه السلام ، ولقد امتنع رسول الله من كتابة الوصية له بالخلافة لأنه عرف ما في قلبي بأن قريش لا ترضى به ) ، وما زال يقترح على الوحي .  

5- قول أمير المؤمنين علي عليه السلام ( لم يترك لي الحق من صديق ) .

6- وقوله عليه السلام ( فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا ) .

7- وحتى لما بايعوه لم يسلم من القوم حتى ثار عليه الناكثون والقاسطون والمارقون في ساحة الحرب شاهرين سيوفهم لتصفيته لهو أكبر دليل على ذلك العداء والكراهية له .  

8- ما جرى للامام الحسن عليه السلام من قبل معاوية ابن أبي سفيان ومحاربته لتصفيته بالسيف ولما اضطر الامام الحسن عليه السلام إلى الصلح بسبب الخيانة التي جرت من بعض جنده لم يسلم على نفسه حتى دس إليه السم وتمت تصفيته بالسم بدل السيف .

9- ما جرى للامام الحسين عليه السلام وخذلانه من قبل الأمة وتلك المأساة التي سطرتها أرض كربلاء بتلك الدماء الطاهرة وما جرى على أهل بيته ونسائه من السبي والاهانة لهو أكبر دليل على حالة العداء واستمرار حالة الجفاء من قبل الأمة .

10- ما جرى لباقي الأئمة عليهم السلام من حالة الجفاء من قبل الأمة وما تعرضوا له من قبل حكام الجور من بني أمية وبني العباس وملاحقتهم وتصفيتهم بالسم تارة وبالسجن تارة أخرى .  

جميع هذه الشواهد العشر وهي جزء من كثير قد دلت دلالة واضحة على الحالة العدائية والحسدية من بعض الصحابة وبعض الأمة لهذا البيت العلوي الهاشمي فكيف الحال لو كانت أسماءهم مذكورة في القرآن الكريم لما تورعوا من حذفه أوتحريفه .

عجبا لهذه الأمة .. المرء يحفظ في ولده .. وأنت يا رسول الله مع كل وصاياك بأهل بيتك خيرا ولكن الأمة مصرة على هجرهم ومنابذتهم مما يدل على أن الله تبارك وتعالى جعل افتتان هذه الأمة وامتحانها في ولاء عترة نبيها .
فانتبه أخي الحبيب السني لهذا الامتحان وهذا الافتتان واسأل نفسك هل نجحت في هذا الاختبار وهذا الافتتان ؟ ولكي تعرف ذلك اسأل نفسك هل اتبعتهم أم اتبعت غيرهم ؟  وهل فعلا تحبهم وتودهم حقا ؟ فإن كان كذلك فقسه على ما قاله الامام علي عليه السلام ( لا يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب انسان ) ، وإن كنت فعلا تحبهم فهل تفرح لفرح حبيبك وهل تحزن لحزنه أم تستهزيء بمن يفعل ذلك وتحقد عليه بل قد يصل الحال إلى أن تفجر نفسك من أجل القضاء على من يعبر عن ذلك الحب كما هو الحال اليوم في العراق ، وإذا كنت تحبهم فعلا فأين أسماءهم في بيتك .. أين اسم جعفر وأين اسم حسين وأين اسم زينب وأين اسم كاظم وأين اسم سكينه . أعد النظر حبيبي وأعد حساباتك فإن أجر نبيك في مودتهم ، ألم تقرأ قوله تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) .
واسأل نفسك لماذا تتعبد الله بأربع مذاهب وليس فيهم استاذهم امام الفقهاء جعفر ابن محمد الصادق ؟ فكيف تأخذ برأي التلميذ وتترك رأي الاستاذ ، ما هذا الجفاء وإلى متى ؟  فالادعاء بالحب لا قيمة له ما لم يعبر عنه بالأفعال ويترجم بالأعمال .   

لك الله يا أمير المؤمنين فكما كنت جميلا في شجاعتك كنت جميلا في صفحك وصبرك ، ولكم الله يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة وأنتم القائلين : نحن لا نزداد على المسيء إلا عفوا .  

أبا حسن أنت أنت ** صراط المهيمن لو أنصفوك
ولكنهم أخروا حظهم ** ولو قدموا حظهم قدموك  

بقي سؤال أخير قد يطرحه أخي السني ومن حقه ذلك ويقول : أنت الآن مثلي تأخذ النقل من غير المعصوم كما هو الحال معي فأنا وأنت متساويان فما هو الفرق ؟  
هذا ما سنجيب عليه في الحلقة الآتية إن شاء الله تعالى .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق