الخميس، 14 مارس 2013

فلكيات 2- رؤية الهلال بالعين المجردة بين الماضي والحاضر

هناك عامل مهم لم يكن موجودا في الماضي وهو موجود وبقوة في الوقت الحاضر ولا يمكن التغافل عنه وتهميشه أبدا ، وهو عامل التلوث الجوي ، ولا يمكن قياس التلوث قبل 50 سنة مع التلوث في العصر الحاضر مع وجود آلاف المصانع والناقلات على الكرة الأرضية تبث غازاتها وعوادمها في الغلاف الجوي ساعة بعد ساعة وبشكل تراكمي يزيد يوما بعد يوم ، وقد تبين الآن بعد البحث والتدقيق من قبل أهل الاختصاص بأن هذا التلوث يشتت نور الهلال الضئيل أصلا ومكثه القليل بعد غروب الشمس مما يتطلب على الفقهاء النظر في هذه المسألة بعين الاعتبار لأنه لا يمكن التغافل عن هذا العامل المهم الذي لم يكن موجودا في عصر المعصوم ولم يكن موجودا قبل قرن وفي أيام الفقهاء الأوائل .

والفلكيون يرون بأن التغلب على هذه الظاهرة هو الترائي من ارتفاع لا يقل عن 1500 متر فوق سطح البحر للخروج من سماكة التلوث الجوي ، أو عن طريق العين المسلحة ، وما عدا ذلك يصعب على المترائي أن يرى الهلال في اليوم الأول بسبب تشتيت التلوث لضوء الهلال .

وقد يسأل سائل ويقول فلنجعله كالغيم وهو موجود سابقا كما هو في الوقت الحاضر ونرجع إلى رواية ( فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين ليلة ثم أفطروا ) .. نقول لا يمكن تشبيهه بالغيم ، لأن الغيم لا يمكن وجوده في كل الغلاف الجوي المحيط بالأرض في آن واحد ، وإنما قد يوجد في بلد دون آخر على عكس التلوث الموجود في كل أجزاء الغلاف الجوي ، نعم قد يتفاوت في كمية التلوث من مكان لآخر ولكنه موجود ويعمل على تشتيت الضوء فلا يمكن للعين أن تراه خصوصا في اليوم الأول ، وحتى مسألة الغيم يمكن اختراقه والنظر من فوقه حتى من بعض المباني الشاهقة التي بناها الانسان ، في حين كان هذا الأمر مستحيلا عليه في الماضي .

وحتى المعايير التي وضعها الفلكيون سابقا لرؤية الهلال ينبغي النظر فيها أيضا وتعديلها لأن هذا العامل لم يؤخذ بعين الاعتبار حيث لم يكتشف هذا الأمر إلا حديثا ، وقد استجاب بعض الفقهاء لهذا العامل لذا أجازوا الاستعانة بالطيران وبالعين المسلحة للتغلب على هذا العامل ولكن ما زال الحراك ضيقا ولم يصل حد الاشتهار ، وقد حان الوقت للتعاون اللصيق بين هذه المراكز العلمية ومراكز الفقه بسبب تسارع الاكتشافات وتسارع التطور العلمي ، ولا بد من ضم العلوم إلى بعضها كي تساهم في تجلية الأحكام التشخيصية مع الأحكام النظرية لتكتمل الصورة ولتكون أكثر قربا من كلية العلوم لدى القرآن والمعصوم .

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن ظاهرة تأثير التلوث الجوي على رؤية الهلال تجدها في الوصلة التالية للكاتب المهندس محمد عودة رئيس المشروع الاسلامي لرصد الأهلة :

http://tqwm.alrustom.com/air%20pollution.pdf

لمن يستخدم الجوال ستقوم هذه الوصلة بانزال الملف بصيغة
pdf في مجلد download ولقراءته تحتاج إلى برنامج Reader Adobe .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق