الخميس، 21 مارس 2013

اقتصاديات 4- حرب العملات - الجزء الثاني

الجزء الثاني :

كيف تقلل أمريكا من ديونها عن طريق تخفيض عملتها ؟
 
لنفترض أن عراقيا قبل 40 سنة اقترض من سعودي 10,000 دينار ، واتفق معه على أن يتم سدادها بعد 40 سنة ، وفي ذلك الزمن كان الدينار يساوي 12 ريال ، يعني بالنسبة لعملة الريال في ذلك الوقت تساوي 120,000 ريال ، والقيمة الفعلية لهذا المبلغ في ذلك الزمان يمكنك أن تشتري به أفضل عمارة في وسط الدمام . وحان اليوم تسديد ذلك الدين وهو 10,000 دينار ، وهو ما يعادل اليوم 127 ريال فقط ، وقيمته الفعلية تساوي كرتون حليب بوني . يعني من قيمة عمارة في وسط الدمام في ذلك الزمان إلى كرتون حليب بوني في هذا الزمان ، والسبب هو نزول عملة المقترض . وهذا ما تريده أمريكا في عملية خفض عملتها .. إذن فهمنا لماذا هي مصرة على خفض عملتها فهي تضرب عصفورين بحجر واحد .. ترويج سلعها وصارداتها من جهة ومن جهة أخرى تقليل قيمة حجم الدين الذي عليها .  

ونزول الدولار سيرفع سعر البترول وسيلجأ المتحفظون إلى التحوط من الذهب مما سيدفع الذهب إلى الارتفاع ، وهذا ما دفع بالفعل سعر البترول من 40 دولار إلى حدود 100 دولار ودفع سعر أونصة الذهب من 670 دولار إلى 1800 دولار خلال العشر سنوات الماضية ، طبعا هذا الأمر سيؤثر على الدول التي ليس لديها اكتفاء ذاتي وليس لديها انتاج عالي من البترول ، فكلما كانت واردات الدولة أكبر كان التأثير عليها أكبر.

وأفضل دولة ستستفيد من هذه الحرب هي العراق وذلك لأمرين الانخفاض الكبير في عملتها والزيادة المستمرة في صادراتها البترولية ولو يدرك المعارضون هذا الأمر لتركوا السجال السياسي ولو على الأقل للخمس سنوات الآتية لانتعش اقتصادها بشكل رهيب وأصبحت الأقوى في المنطقة . ولكن الانسان عدو ما يجهل يخربون بيوتهم بايديهم ولا يدرون المساكين بان هذا مخطط لهم بليل حتى لا تكون العراق الاقوى اقتصاديا ، عليك السلام سيدي يا اية الله العظمى السيد علي السيستاني ودام ظلك الوارف ليتهم أطاعوك يا داعي السلام وانت تنظر لهم بعين الهدى . ولكن هل يرى الأعمى شمس الضحى ؟! .  

في الحلقة الآتية سأشرح لكم بإذن الله كيف ستؤثر حرب العملات على اقتصادنا المحلي .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق