السبت، 30 مارس 2013

مفاهيم عقائدية : العقل قبل النقل حلقة 4

 الحلقة الرابعة :

هل ترك الله تبارك وتعالى الأمم السابقة بعد أنبيائها بدون أوصياء ؟

قبل البدء في هذه الحلقة هناك موقف طريف حدث معي في أحد الحوارات البالتوكية .. دخلت مرة في أحد غرف اخواننا أهل السنة والجماعة وكان مشرف الغرفة يدعى (سعد سعد) يبحث عن مشرف آخر يمسك مكانه لأنه سيذهب إلى العمل فكان ينادي على المايك .. يا جماعة ما في مشرف لأني مضطر أن أذهب إلى العمل .. ولم يجد جوابا فكرر ذلك وتركته حتى كررها مرارا ، حينها رددت عليه وقلت له .. الله أكبر يا سعد سعد غرفة فيها 200 شخص ولم تطاوعك نفسك أن تتركها من غير أن تسلمها إلى مشرف تثق به !! وهذا عين العقل والحكمة ولكني أجدك للأسف الشديد تجيزها على رسولك .. رسول العقل والحكمة ليترك الاف الملايين من بعده بدون وصي يسلمه هذه الامانة الكبرى... فرد قائلا بعد الاطراء .. لماذا لم تسأل علمائك وتحرجهم فرددت عليه : لقد سألتهم وأجابوني وأحرجوني ، فلهذا أنا على هذا المنهج .  

نرجع الآن إلى موضوعنا :     
لقد أخبرنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم بأنه لم يترك قوما بلا هادي كما في قوله تعالى ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) . وكذلك السنة الشريفة وضحت هذا المعنى بقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( لكل نبي وصي ) .  

ولقد ثبت في التاريخ والأثر بأن النبي آدم قد أوصى لولده هبة الله (شيث) ، ونبي الله نوح أوصي لولده سام ، ونبي الله ابراهيم أوصي لولده اسماعيل ، ونبي الله موسى أوصي لأخيه هارون في حياته وأوصى ليوشع ابن نون بعد وفاته ، ونبي الله عيسى أوصى لشمعون ابن حمون الصفا ، على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والسلام ، ولمعرفة جميع أسماء الأوصياء من آدم إلى رسول الله اضغط الوصلة التالية :


وما دام الله تبارك وتعالى قد اعتنى بالامم السابقة ولم يتركهم هملا بعد أنبيائهم بل واصل التبليغ بعدهم بواسطة الأوصياء ، فكيف يقبل العاقل بأن آخر الرسالات وهي للناس كافة يتركهم هملا بدون أوصياء يحافظون على هذه الرسالة العالمية ويبلغونها كما هي لباقي الأجيال إلى يوم القيامة لكي يتساوى الناس في الحجة البالغة وخصوصا أن الوحي قد انقطع فتكون الأمة أحوج إلى الوصي من غيرها ، لهذا أورث الله هذا الكتاب للذين اصطفاهم بعد رسوله كما في قوله تعالى ( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) ، وهؤلاء المصطفون قد عينهم الله وحددهم في قوله تعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ، ذرية بعضها من بعض ) ، وقوله تعالى ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ،  وبما أنه لم يبق من ذرية آل ابراهيم بعد رسول الله إلا العترة لهذا كانوا هم الأحق والأجدر بتوريث الكتاب وهذا ما صرح به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته للأمة ( إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ، وقد عين وحدد من هم العترة؟ في حديث الكساء وحديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر خليفة .. ليكونوا هم (سفينة النجاة الأخيرة) كما أشار إليها في قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ) .  

بقي أن نعرف من هم العترة ومن هم أهل بيته المعنيين ؟   هذا ما سنجيب عليه في الحلقة الخامسة بإذن الله . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق