الخميس، 28 مارس 2013

اقتصاديات 5- حرب العملات الجزء الثاللث

الجزء الثالث :

كيف ستؤثر حرب العملات على اقتصادنا المحلي ؟  

بما أن عملتنا مرتبطة بالدولار فسوف نسلم من جهة وسنعاني من جهة أخرى .. سنسلم على قروضنا ومدخراتنا وأصولنا في أمريكا ، كما سنستفيد من صادراتنا خصوصا البترولية ، ولكننا سنعاني من غلاء السلع المستوردة والتي ستتزايد كلما نزل الدولار .  

تعال معي نرى ماذا سيحصل لو تم الانفكاك ؟  

لو حصل الانفكاك سيرتفع الريال مقابل الدولار ، وستنخفض جميع المواد المستوردة من الخارج خصوصا التموينية والاستهلاكية ومواد البناء والأدوية وغيرها كثير . وسيستفيد أغلب الشعب من هذا الأمر وبشكل ملحوظ خصوصا بناء المساكن وهو مراد كل شاب يحلم بمسكن وبسعر معقول ، خصوصا عندما تصبح التكلفة أرخص من الموجود الآن بأكثر من الثلث . وبعبارة أخرى الوحدة السكنية التي سعرها بمليون ستصبح بسعر 650,000 ريال . وكأن الحكومة رفعت رواتب الشعب بزيادة قدرها 30% .

ولكن في المقابل سنخسر القيمة الفعلية للقروض والمدخرات والأصول في أمريكا والتي تقدر بما يقارب 2 تريليون ريال ، كما أننا سنواجه مشكلة في صادراتنا خصوصا البترولية لأن تسعيرها سيكون بالدولار وبالتالي سنخسر الكثير ، وسأوضح لكم كيف نخسر :  

لنفترض بأن برميل البترول أصبح 150 دولار أي ما يعادل 562.5 ريال هذا في حالة عدم الانفكاك لأن الدولار = 3.75 ريال ، أما في حالة الانفكاك فإن الريال سيرتفع مقابل الدولار ، ولنفترض أن الدولار أصبح بـ 2.5 ريال ، فعليه سيكون سعر البرميل 375 ريال يعني خسرنا ما يقارب  187.5 ريال في البرميل الواحد وعليك الحساب ، وللتغلب على هذه الحالة يجب على الأوبك تغيير تسعيرة البرميل من الدولار إلى سلة من العملات .  

الآن تعالي معي نرى ماذا سيحصل لو استمر الارتباط ؟ 

ستبقى القيمة الفعلية للقروض والمدخرات والأصول في أمريكا كما هي وسنستفيد كثيرا من جميع صادراتنا خصوصا البترولية ، ولكن في المقابل ستزيد جميع أسعار المواد المستوردة من الخارج خصوصا التموينية والاستهلاكية ومواد البناء والأدوية وغيرها كثير، وبعبارة أخرى سيكون القيمة الفعلية لراتبك ناقص الثلث ، يعني من كان راتبه 9000 ريال سيصبح قيمته الفعلية ما يعادل 6000 ريال .  

والموازنة بين الارتباط والانفكاك يحتاج إلى دراسة وافية لتحديد أي الحالتين أفضل لمستقبل الاقتصاد هل البقاء على الارتباط أم الانفكاك ؟  

ولست هنا بصدد ابداء الرأي حيث لا رأي لمن لا يطاع . وإنما من باب الاحاطة بالشيء خير من الجهل به .
 
وإلى لقاء آخر إن شاء الله أستودعكم رضاه .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق