الاثنين، 20 يوليو 2020

قراءة في كتاب المجتمع


خلف كل مجتمع خزينة من التجارب والتراث والذاكرة، تحتاج إلى استنساخ حروفها على أوراق الكتب وحفظها لتكون مرجعا تعود إليها الأجيال فيربط حاضره بماضيه وليكون على دراية بتراث الأجداد وكفاحهم، اعتاد الناس أن يقوم شخص واحد أو أكثر من ذوي الاختصاصات العلمية بتأليف كتاب، ولكن هذه المرة نحن أمام طلب فريد من نوعه وهو قيام المجتمع نفسه بتأليف كتبه ومن وحي تجاربه وتراثه وذاكرته، فلو انبرى لهذه المهمة ثلة من الشباب الذين عودونا ابداعاتهم ونشاطاتهم وهمتهم في كثير من المواقع الاجتماعية والتي تعتبر مدعاة للمفخرة ووسام عز تتقلده هذه البلدة الحبيبة بوافر من الشكر والعرفان لهؤلاء الكوادر الرائدة، بحيث تقوم هذه المجموعة بوضع خطة لجمع هذه التجارب مرة مع الفلاحين، كيف كانت الفلاحة في ذلك الزمان وماذا كانوا يزرعون وكيف كانت السقيا؟ ومرة مع أصحاب الحرف الأخرى كالبناء والنجارة والتجارة وغيرها، ومرة مع عمال أرامكو القدامى، ومرة مع التعليم في المطوع والكتاب وكيف كان اسلوب التعليم؟ ومرة مع الطبابة وكيف كانت تعالج الأمراض في ذلك الزمان وما هي أمراضه؟ ومرة مع المدرسين المتقاعدين وتجاربهم التعليمية وتطور أساليبه، ومرة مع الأمهات كيف تحملن أعباء تلك الحقبة بين تربية الأولاد ورعاية الأزواج وتحمل شظف العيش؟ ومرة مع طلاب الحوزة الدينية في تلك الفترة والسيرة التعليمية لسماحة مشايخنا الكرام حفظهم الله، ولا شك بأن باب البحث سيكون مفتوحا لتسجيل كل ما هو قديم من ألعاب ذلك الزمان وأناشيدهم واحتفالاتهم بالأعياد والأعراس والقرقيعان، وبأي حالة كانوا يحيون ليلة الخسوف، وغيرها من المناسبات الأخرى، ولا شك بعد كل هذا الجهد بحول الله وقوته سيكون هناك رصيد لا بأس به من كنوز الذاكرة واستمطار وابل خيراتها لتسقي الحرث وتخضر أوراق الشجر وتزين حقول بساتينها بماء منهمر، بعد أن كانت مخبأة خلف ركام السحاب، ولتحفظ للأجيال الصاعدة مفردات ذلك الزمن الجميل ومصطلحاته ومفاهيمه .   

✒️ صالح الرستم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق