الأحد، 19 يوليو 2020

قراءة في كتاب الزمن


خلف كل زمان كتاب له مفرداته الخاصة به تختلف عن مفردات كتاب الزمن الآخر في نفس المجتمع الواحد والجغرافيا الواحدة، فمفردات كتاب زمن ما قبل ستين عام تختلف عن مفردات كتاب هذا الزمن، وبعبارة أخرى هناك مفردات ومفاهيم ومصطلحات كانت حية ومتعارف عليها في الكتاب الأول، لكنها ماتت أو اندثرت في الكتاب الثاني، وهناك مفردات ومفاهيم ومصطلحات استجدت في الكتاب الثاني لا يحتويها الكتاب الأول، يعني من عاش زمن الكتاب الأول هم أعراب بالنسبة للكتاب الثاني ومن يعيشون في الزمن الحاضر هم أعراب بالنسبة للكتاب الأول . 

السؤال .. هل نقص المعرفة بتلك المفردات والمفاهيم والمصطلحات لها دخل وتأثير في مسألة التربية والتعايش وأداء الحقوق بين الجيلين ؟

الجواب .. 

بما أن صاحب الكتاب الاول (الأباء) مسؤول عن تربية أصحاب الكتاب الثاني (الأبناء)، وصاحب الكتاب الثاني مسؤول عن أداء حقوق أصحاب الكتاب الأول، فبذلك نعم يكون لنقص المعلومة والمعرفة له تأثير مباشر في المعاملة مع الآخر، لذلك لزم على كل جيل التعرف على مفردات ومفاهيم ومصطلحات الجيل الآخر ليؤدي كلٌ منهما واجبه تجاه الآخر . 

السؤال الثاني .. كيف يتم معالجة هذه المشكلة وكيف يتعرف كل جيل على مفردات ومصطلحات ومفاهيم الآخر؟ 

الجواب .. 

عقد دورات رجالية ونسائية لكلا الجيلين من وقت لآخر، دورة يتعرف فيها الجيل الأول (الأباء) على مفردات ومصطلحات ومفاهيم الجيل الثاني (الأبناء)، ودورة أخرى يتعرف فيها الأبناء على مفردات ومصطلحات ومفاهيم الآباء، أو عن طريق خطباء منبر الامام الحسين عليه السلام وبهذه الطريقة تتقلص الفجوة المعرفية بين الجيلين ويستطيع كل جيل أداء واجبه تجاه الآخر بسهولة ويسر وعلى قدر كبير من التفاهم والانسجام .   

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام ( لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) . ومن خلال هذه الرواية تتضح الصورة اكثر في لزوم تعرف الأباء على مصطلحات ومفاهيم الأبناء .

صالح الرستم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق