الاثنين، 1 أبريل 2013

فلكيات 6- المبنى المعتمد عليه لبداية الشهور القمرية في تقويم الكوثر

بداية الشهور في تقويم الكوثر مبني على الجمع بين امكانية الرؤية الشرعية والرؤية الفلكية .  

فالرؤية الشرعية المبنى عليها في التقويم هو ما ذهب إليه سماحة آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره في اتحاد الافق ومعنى اتحاد الأفق هو اشتراك بلدين في الليل ولو بساعة ، فلو رؤي الهلال على سبيل المثال بالعين المجردة في مدينة سانتياقو تشيلي الساعة السابعة المغرب بتوقيتهم فإن الساعة عندنا ستكون الثانية بعد منتصف الليل يعني باقي على الفجر ما يقارب الساعتين يعني هناك ساعتي اشتراك في الليل بيننا وبينهم ، وعلى افتراض أن هناك لجنة شرعية لرؤية الهلال وقد ثبت عندهم رؤية الهلال بالعين المجردة فهذا يعني ثبوته أيضا لنا ولكل الدول التي تشترك مع تشيلي في الليل ولو بساعة ، والصورة التالية تبين الدول التي تشترك معنا في الليل . ومن العلماء المعاصرين الذين يرون اتحاد الأفق هو سماحة آية الله السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله الوارف ، إلا أن هذا الاتحاد عنده لا يشمل الأمريكيتين .    


وهذا الرأي يشترك مع الرؤية الفلكية لدخول الشهر، حيث يرى الفلكيون بأن دخول الشهر يبدأ بمجرد خروج الهلال من قرص الشمس ولكن لا يتحقق هذا الدخول إلا للدول التي عندها ليل ولو قبل الفجر بساعة أما الدول التي عندها نهار فلا يبدأ الشهر عندهم إلا بالنهار التالي ، لأن الشهر لا يبدأ فلكيا بالنهار وإنما يبدأ بالليل ولو بساعة وهذا ما يتفق مع الرأي الشرعي للسيدين الخوئي والحكيم في مسألة اتحاد الأفق ، وهو أقرب للواقع منه إلى غيره .  

فاجتماع الرأيين الشرعي والفلكي هو الأجدر والأقرب إلى ملامسة الواقع . لذا أرجو من مراكز الفقه النظر في هذه المسألة والاستفادة منها ، فليلة القدر عند الله تبارك وتعالى هي ليلة واحدة لا تتكرر ، وهكذا الحال مع القمر عندما يكون في منزلة العقرب فإن آثارها الكونية سارية لا تتغير استجابة للثبوت الشرعي لأنها سنة كونية ، صحيح أن الرؤية الشرعية رافعة للتكليف ومبرأة للذمة ولكنها غير رافعة للسنن الكونية وعليه لزم التحقق وبذل الجهد من أجل ملامسة الواقع من جهة ومن جهة أخرى تحقيق موارد الشرع القويم فالجمع بينهما أجدر وأكمل .  

لهذا أقترح وضع ثلاث مراكز لتحري الهلال في مناطق أخرى غير منطقتنا بحيث تشمل مساحة الاشتراك في الليل ، واقترح المناطق كما يلي : مدينة كيب توان في جنوب أفريقيا ومدينة سانتياقو في تشيلي وديترويت في أمريكا . واختياري لهذه المدن لأن تحري الهلال في فصل الصيف يختلف عنه في فصل الشتاء ، ففي الشتاء تكون رؤية الهلال في المناطق الشمالية أكثر وضوحا بينما في فصل الصيف تكون أكثر وضوحا في المناطق الجنوبية .  

وفق الله المؤمنين لطاعته وأعزهم بعزه وجمعهم على الخير عاجله وآجله .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق