السبت، 22 يونيو 2013

وجه التشابه بين أمتين 7

الحلقة السابعة : 

تكملة أوجه التشابه بين الوصيين يوشع ابن نون وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهما السلام ، وسوف ترى مدى دقة التشابه العجيب ، فتأمل بارك الله فيك :

1- يوشع بن نون فتى النبي موسى عليه السلام .. قال الله تعالى ( لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا ) .
علي ابن أبي طالب فتى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. وقد نادى جبرئيل بين السماء والأرض ( لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي) .

2- أول من آمن بالنبي موسى هو يوشع ابن نون .. وأول من آمن برسول الله هو أمير المؤمنين علي عليه السلام .

3- يوشع ابن نون هو الأعلم بعد النبي موسى .. وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب هو الأعلم بعد رسول الله كما رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم ، فليأت الباب - قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد . وفي الإستيعاب عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال : والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر .

4- نصب النبي موسى يوشع ابن نون وصيا في الثامن عشر من شهر ذي الحجة .. ونصب رسول الله الامام علي وصيا يوم الغدير المصادف للثامن عشر من شهر ذي الحجة .

5- الذي غسل النبي موسى هو وصيه يوشع .. والذي غسل رسول الله هو وصيه الامام علي ابن أبي طالب .

6- لم تف أمة موسى لوصيه يوشع ابن نون وتمردوا عليه .. وكذلك الحال مع أمة محمد حيث لم تف لوصيه علي ابن أبي طالب وتمردوا عليه .

7- الفرقة الناجية من أمة موسى هي التي اتبعت وصيه يوشع ابن نون .. فكذلك الحال في امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. فالفرقة الناجية هي التي اتبعت وصيه أمير المؤمنين علي عليه السلام . قال رسول الله «صلى الله عليه وآله : تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وهي التي تبعت وصي موسى. وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، واحدة وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهي التي تبعت وصي عيسى. وأمتي تفترق على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وهي التي تبعت وصيي.

8 - ردت الشمس ليوشع ابن نون في حربه على الجبارين .. وهكذا الحال مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حيث ردت الشمس له .. في الصواعق المحرقه ...لابن حجر الهيتمي ص161 .. ان الشمس ردت لعلي لما كان راس النبي في حجره والوحي ينزل عليه وعلي لم يصل العصر فما سرى عنه الا والشمس غربت فقال النبي صلوات الله عليه اللهم انه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس فطلعت بعدما غربت ... صححه الطحاوي والقاضي في الشفاء وحسنه شيخ الاسلام ابو زرعه وتبعه غيره .

وقد أنشد حسان ابن ثابت في هذا الشأن :
لا تقبل التوبة من تائب **** إلّا بحبّ ابن أبي طالب
أخو رسول الله بل صهره **** والصهر لا يعدل بالصاحب
ومن يكن مثل علي وقد **** رُدّت له الشمس من المغرب
ردّت عليه الشمس في ضوئها **** بيضاً كأنّ الشمس لم تغرب

9- يوشع قد صبر بعد وفاة موسى «عليه السلام» في مواجهة ثلاثة من الحكام، ثم قوي أمره.. وهكذا جرى لعلي «عليه السلام»، فإنه صبر مع ثلاثة حكموا الناس بعد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ثم قوي أمره، وبويع بالخلافة .

10- عاش الوصي يوشع بعد النبي موسى ثلاثين سنة ، وكذلك الوصي علي عاش بعد النبي محمد بثلاثين سنة .

11- اغتيل الوصي يوشع 17 أو 19 رمضان وفارق الحياة ليلة الحادي والعشرين من رمضان .. وكذلك الامام علي اغتيل في 19 رمضان وفارق الحياة ليلة الحادي والعشرين من رمضان .

12- الوصي يوشع هو أول النقباء الاثنا عشر بعد النبي موسى آخرهم غاب ثم رجع .. الامام علي هو أول الائمة الإثنا عشر آخرهم غاب وسيخرج في آخر الزمان .

13- صفيراء زوجة النبي موسى حاربت وصيه يوشع .. وحميراء زوجة النبي محمد حاربت وصيه علي . وصفيراء غير صافورا بنت شعيب التي قالت لأبيها إن خير من استأجرت القوي الأمين فهي تعد من الحكيمات ذو الرأي السديد ، حيث أن النبي موسى قد تزوج من أربع نساء ومن بينهن هذه الصفيراء التي خرجت على وصيه يوشع بتشجيع من رجلين من بني اسرائيل وقادة الجيش ضد يوشع وقد ركبت زرافة كما ركبت عائشة الجمل وكان تعداد الجيش مشابها لعدد الجيش الذي خرجت به عائشة بتشجيع طلحة والزبير ضد الامام علي . وكان الغلبة في أول النهار للصفيراء على يوشع والغلبة في آخره ليوشع وكذلك الحال مع معركة الجمل حيث كان الغلبة في أول النهار لجيش عائشة وآخر النهار لجيش الامام علي .. وأسرت الصفيراء وعفى عنها يوشع كرامة للنبي موسى وقال لها عفوت عنك في الدنيا وحسابك يوم القيامة على الله وقد ندمت الصفيراء بعد ذلك حتى قالت .. ( وا ويلاه لو أبيحت الجنة لي ولقيت موسى وقد هتكت حرمته ) .. وهكذا الحال مع عائشة عندما وقعت في الأسر عفى عنها أمير المؤمنين علي كرامة لرسول الله وحسابها يوم القيامة على الله ، وقد ذكر التاريخ بأنها ندمت أيضا حتى قالت .. يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا .

وهذا التشابه العجيب لم يحدث عبثا وإنما حذر منه القرآن الكريم في قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى ) .. فكان من الواجب على طلحة والزبير وعائشة ومن كان في حوزتهم أن يتأملوا في هذه الآية الشريفة ويستفيدوا منها فلو أنهم رجعوا إلى ما صنع قوم موسى بعده بوصيه يوشع لما أقدموا على تلك الفتنة وقد حذرهم رسول الله حين ذكرهم بأوصياء من قبله من الأمم وأن الأمم لم تف لأنبيائها في أوصيائهم ، وقال لهم .. إني مفارقكم عن قريب، وخارج من بين أظهركم، وقد عهدت إلى أمتي في علي بن أبي طالب وإنها لراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيي وعصيانه .. وقد حذرهم حين أنزل الامام علي منزلة هارون من موسى وأنزله في حديث آخر منزلة يوشع من موسى .. وقد حذرهم كذلك حين أوصاهم بقوله .. إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي .. وقد حذرهم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ) .. وقد أخذ منهم العهد والميثاق بالولاية والطاعة لعلي بعده في غدير خم .. ومع كل هذه التحذيرات والتنبيهات إلا أنهم تمردوا ونقضوا العهود والمواثيق وصدق فيهم رسول الله حين قال : لتتبعن سنن من كان قبلكم .

وليس العجب ما حدث للجيل الأول لأن الحسد والغيض قد تمكن في قلوبهم للإمام علي حيث كان البلاء والافتتان مباشرا ، إلى جانب أنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية وما زالت بقاياها تراوح أنفسهم ، ولكن العجب من اخواني أهل السنة والجماعة اليوم وهذا الجفاء لعلي وآل علي والميل الواضح لمنهج الأمويين وكأن رسول الله أوصاهم ببني أمية ولم يوصهم بالعترة ، وأنتم قد سمعتم كل هذه الأحاديث وهذه الآيات الشريفة التي تحذر وتنبه من الوقوع فيما وقعت فيه الامم السابقة خصوصا ما وقع لنبي الله موسى من أمته وما وقع لوصيه هارون ووصيه يوشع ابن نون وما هذا التشابه الدقيق إلا من أجل أخذ العبرة والعظة لكي لا نقع فيما وقعت فيه تلك الأمة .. ولكن للأسف مع كل هذا والأمة تكرر ما فعلت تلك الأمم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

فيا أمة الخاتم أعيدوا قراءة التاريخ قراءة منهجية بلحاظ الاستفادة من أحداث ما وقع لسيدنا موسى عليه السلام ووصياه هارون ويوشع عليهما السلام تهتدوا وتفلحوا ، لأنه لا يمكن أن يكرر الله تبارك وتعالى ما جرى لموسى وقومه في القرآن عبثا ولا يمكن أن يقول لنا ( لا تكونوا كالذين آذوا موسى ) عبثا . فالكيس الفطن عندما يقرأ الأحداث التاريخية التي حدثت بعد رسول الله وما حصل لوصيه أمير المؤمنين علي عليه السلام ويطابقها مع أمة موسى وما حدث لوصيه هارون ووصيه يوشع يجد مطابقة حذو النعل بالنعل ويرى الحقائق واضحة كالشمس في رابعة النهار ولكن يجب أن تكون القراءة قراءة تدبر وتجرد من رواسب التاريخ الأموي .

أدعو الله من كل قلبي للجميع بالهداية إنه الهادي إلى سواء السبيل . اللهم واجعل أفئدة من الناس تهوي إلى آل محمد كما هوت إلى آل ابراهيم إنه قريب مجيب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق